إذا إكتشفت أن والديك قررا إتخاذ قرار الطلاق وإنهاء حياتهما الزوجية وأن علاقتهما من المستحيل أن تستمر، وإذا أصبحت على يقين من أنك لن تستطيعي فعل أي شيء لحملهما على التراجع عن هذا القرار الذي سيؤثر على حياة العائلة ككل، لابدأن تبدأي في التفكير في كيفية إتخاذ بعض الخطوات الذاتية التي تحميك من آثار وتداعيات هذا القرار وتساعدك على التعيش مستقبلاً مع واقع طلاق الوالدين.
في البداية يجب عليك أن تصبري قليلاً حتى تهدأ حدة الخلافات والنقاشات والجدل المستمر بينهما لأن هذه الفترة لن يكون بمقدور أي من والديك التعامل مع وضعك أو وضع بقية الأسرة، حيث ينصب تركيزهما في هذه المرحلة الأولى على تبادل الإتهامات وتحميل كل طرف المسؤولية عن هذا الحال للطرف الآخر.
يمكن أن تنتهزي أي فرصة مناسبة للتقرب من أحد والديك لمعرفة ملابسات وظروف هذا الوضع الذي أوصل حياتهما الزوجية إلى مرحلة الإنفصال، لأن معرفتك لهذا الأمر يمكن أن يساعدك إلى حد بعيد في تهيئة نفسك للمستقبل والتعامل بصورة سوية صحية مع القادم من حياتك.
إحرصي قدر إستطاعتك على عدم البكاء أو الإنهيار أثناء الحوار مع أحد والديك بشأن قضية الطلاق لأنك ومهما كانت آلامك ومخاوفك لابد ألا تترجمي هذه المخاوف والأحزان في صورة دموع أمام الوالدين لأن هذه الدموع لن تغير من الواقع شيئاً وإنما ستجعل والديك يتعاملان معك بدرجة من الإستخفاف وعدم التقدير لنضج شخصيتك ورغبتك في معرفة تفاصيل الحياة المستقبلية بشكل عملي.
يمكنك أن تفرغي مشاعر حزنك وألمك مع نفسك عندما تكوني بمفردك أو من خلال التواصل مع أقرب صديقاتك إلى قلبك.
من حقك أن تلجأي إلى أشخاص ناضجين في محيط حياتك الإجتماعية مثل بعض الأقارب أو معلمتك المفضلة لديك في المدرسة، للحديث مع هذه الشخصيات عن طلاق والديك وطرح بعض الأسئلة عن الأمور التي تشغل بالك بشأن ملامح مستقبلك.
إحذري أن يكون لطلاق والديك تأثير سلبي على حياتك الخاصة والشخصية، بمعنى أنك من الضروري أن تفصلي فصلاً كاملاً بين هذا التطور المهم في حياتك الأسرية وبين مستواك في الدراسة ولا تتخلي عن تحقيق حلم النجاح في حياتك الدراسية وكذلك لا تسمحي لطلاق والديك بأن يعطلك عن مواصلة أنشطتك الإجتماعية الخيرية أو حتى ممارسة هواياتك التي تحبينها وتعيشين حياتك تنتظرين الوقت المناسب للإستمتاع بها.
عندما يبدأ والديك في مرحلة الجدال والنقاش بشأن مستقبلك ومع من منهما ستكملين الفترة المقبلة من حياتك، يجب أن تثقي من داخلك أنك لست موضوعاً للصراع بينهما وأن لك إرادتك المستقلة وحاولي أن تكوني قد فكرتي في السيناريو الذي تتمنين أن يكون هو المناسب لحياتك القادمة، ثم ابدأي في التأكيد على أنك من حقك أن يعرفا رأيك ورغبتك في شكل الحياة التي ستعيشينها.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المرأة.